الكاتب في معرض أبوظبي للكتاب العام 2015

مع ازدياد اهتمامي بالجانب الإداري، وتعمق قرآتي في هذا المجال المعرفي – بحكم طبيعة العمل من جهة، ومن جهةٍ أخرى مواصلة الجهد البحثي في مسار التطوير الذاتي- وجدتني أمام كم هائل من الموضوعات الملحة في إدارتنا العربية، مثل: التحفيز، والتمكين، والتغيير.. إلخ، فالإدارة العربية اليوم في أمس الحاجة إلى كل رافد يُسهم في تطوير إلياتها الاستراتيجية ومناهجها التطبيقية، وإيجاد السبل العلمية التي تحرك جمودها إلى ديناميكية تنطلق بها نحو التحديث والعصرنة.

إذن المسألة تتعلق بالنهوض ولم أجد أكثر الموضوعات فاعلية وتمس الإنسان بصورة مباشرة سوى الحافز. نعم هو التحفيز، الذي يجب أن نراه ونلمسه في كل ركن من أركان المجتمع، المنظمة، القيادة.. إلخ، فهو بحق المحرك لكل الأشياء، مثل: الرغبة؛ الدافع؛ الإرادة؛ الاتجاه.. وبهذه الفكرة جاءة ولادة كتاب التحفيز في جزئه الأول.

لقد أعطتني تجربتي الأولى في الكتابة أبعاداً جديدةً جعلتني أتطلع إلى إضافتها في هذا الكتاب، فأُنجِز على أثر ذلك بطريقة أكثر إحترافية في جوانب عديدة، جاء أبرزها في: التبويب، وتنوع المصادر، وثراء المحتوى بالمخططات والجداول التوضيحية، كما شكَّلت إضافتي للفهرس العام في آخر الكتاب عملاً لقِي استحسان القُراء بشكلٍ كبير.

وكما حظي الكتاب الأول بفرصة طرحه في معرض الكتاب، أكرمني الخالق عز وجل مجدداً بحظوة المشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في العام 2015. وقد ساهمت الإضافات التي ذكرتها آنفاً بموازاة توجهي بتعميم الفائدة، حيث يناقش المعضلات التي تعاني منها الإدارة العربية جراء ضعف التحفيز في القطاع العام، والوسائل التي تعالج هذه المشكلات في الجانبين التنظيمي والفردي، إلى اهتمام شريحة أكبر من القُرَّاء والمهتمين الذين أقبلوا على اقتنائه بشكل منقطع النظير محققاً نسبة مبيعات لم أكن أتوقعها.

بقي أن أذكر، أن الجزء الثاني من كتاب التحفيز أعتزم طرحه بمشيئة الله عز وجل في العام 2020، وسوف يتضمن موضوعات تتصل بأثر التحفيز في أداء الموظفين وسلوكهم في منظمات القطاع العام.

حفل توقيع الكتاب الأول العام 2010

التغيير هو أمرٌ حتمي في الحياة، وقيادة آلياته وإدارة عملياته في المنظمة الشرطية أمر لا مفر منه. وتسعى منظمات الشرطة المعاصرة اليوم جاهدة إلى تحقيق التميز والاحتراف في محوري أدائها الإداري والمهني. وبالرغم من أن تبني التغيير التنظيمي في مجال الشرطة يواجه تحديات هائلة في الوقت الحاضر يتمثل أبرزها في مقاومة الموظفين لهذه النهج، إلا أن انتهاج المنظمات الشرطية استراتيجية واضحة للتغلب على هذه المقاومة يساهم في نجاح رحلة التغيير ووصولها إلى بر الأمان.

إن التغيير المطلوب في منظمة الشرطة غالباً ما يعتبره الموظفون جذري النهج حتى ولو اتصف بأنه طفيف أو نسبي، ويرجع ذلك إلى ثقافة الشرطة، التي تؤجج مقاومة التغيير، وبالتالي التداعي إلى الحفاظ على الوضع الراهن، وهذه الثقافة من الصعب إدارتها أو احتوائها بسهولة، علاوة على التقديم لهذا التغيير، نجد أن المحيط الذي يتأثر به العمل الشرطي والمجتمعات التي تتعامل معها الشرطة دائمة التغيُّر وبوتيرةٍ متسارعة.

وعلى وقع هذه الأهمية التي يشكلها التغيير في المنظمة الشرطية، جاء كتاب “إدارة التغيير في شرطة دبي” أولى ثمار رحلتي العلمية، حيث وجدتها الفرصة الملائمة للبدء في استثمار ما نهلته من معرفة حديثة والإسهام في تطوير المحور الإداري في القيادة العامة لشرطة دبي، وكان التجاوب رائعاً، حيث لقي هذا المُؤلَّف الاهتمام الشخصي من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي وحظي بمتابعة كريمة منه.

وأشكر الخالق عز وجل على نعمة التوفيق بأن وجد هذا المؤلف صدىً رائعاً ليس فقط في محيط العمل، بل تجاوز ذلك إلى فضاءٍ أرحب عندما اشتركت به وللمرة الأولى في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في العام 2010، حيث حقق الكتاب ميِّزة الأكثر مبيعاً في فئتهِ، بالرغم من أنه كان مُؤلَّف تخصُّصي تمحورت فصوله حول إدارة التغيير في المنظمة الشرطية.